حميرستان(1)
الحلوة بلدى أنا عليها بالنواجذ عاضض ...
الأمن كابس على أنفاسها و على صدرها رابض ..
و على لسان أهلها و على رقابهم قابض ..
لو قلت حتى بم .. أو كلام فى السياسة ملوش ضابط ..
حتلاقى مليون عسكرى حواليك و ألف و تسعميت ظابط .
قررت أطفش و اهاجر و أترك الأوطان ..
و لقيت بلد حلوة و طعمة بأهلها و اسمها حميرستان (2(
قابلنى أهلها بترحاب و عزفوا لى مارش نهيق ..
أهلا و سهلا بيك عندنا يا أعز صديق ..
فرشوا لى على أرض موقفهم بساط برسيم .. (3)
و اصطفوا طابور شرف : بهيم و جنبه بهيم ..
و اتقدم إلىّ زعيمهم : حمار وقور و حكيم ..
وفرد لى ضهره : بردعة مدندشة ع الموضة ..
و صحبة ورود يقدمهالى حصاوى جايبينه من الروضة .
نزلت ضيف محترم على قصر الضيافة ..
زريبة بحرى مرتبة و آخر لطافة .
بعد التحية و الكرم و الذى منه ..
كاسين عصير برسيم مفتخر .. لا تسأل كتير عنه ..
خدنى الزعيم نحضر سوا مجلس الأعيان ..
رئيسه حمار فصيح النهيق .. منطلق .. حلو اللسان ..
دار النقاش و الكلام عن حماية الحيوان ..
و النقص اللى قائم فى العليقة و قسوة الإنسان .. (4)
و حمارة قامت تدافع عن مصالح الحميرات ..
و الظلم اللى عليهن انكتب و الضرب و الإهانات ..
و التانية قامت تقول الزريبة من حقنا يا حمير ..
إن كنا حاضنين جحوش بترضع ، و دا مش علينا كتير ..
قام الرئيس ، قال نحوّل المشروع ..
للجنة الفتوى فى المجلس و لجنة التشريع ..
اللجنة قالت مفيش مانع ، و يعرض على التصويت ..
أيه رأيكم يا حمير ؟ .. موافقين ؟ .. نهيق و صويت ...
ديمقراطية فى الحوار تحترم ، حرية فى التنهيق ..
و بدون مجاملة للرئيس ، و بدون وساطة للصديق ..
و زريبة الرئاسة زرتها طبعا فى ميدان جاحشين ..
ع الجنب نايمة المحافظة ، و الشجر أخضر على الصفين ..
و خدونى فى كارّو فيات موديللها 2000
متزوقة و متدندشة و يجرها حمارين ..
و القوة و السرعة و الدفع ع الأربع ..
و سارينة حمّـارى ليها البعيد يسمع ..
قوتها يا محترم عشرتلاف (دى سى بل ) .. (5(
تزيد يا صاحبى و لا تضعف و لا تقل .
فى المسا ، أخدونى حفلة راقصة ف دار الفنون ..
أحيتها ليا الراقصة حماريتا و المطربة جحشون ..
و قعدنا نمرح و نضحك و النهيق حتى الصباح ..
و ملينا ليلنا بالطرب و الرقص و اللهو المباح .
يا أهلنا : إيه رأيكم لو تحصلونى فى حميرستان ؟ ..
تلقوا الطيابة و إخلاص أهل البلد : لا زور و لا بهتان ..
لا فيها أمريكا بتتحكم و حلف الناتو ..
و لا انجلترا و فرنسا ، دا اللى اختشوا عندهم ماتوا...
و لا أمن مركزى عندهم و لا أمن دولة ..
و لا اعتقالات و سجون بتستقبل علَََـَـوْ لة ...(6(
و الأمن فيها مستتب : لا حمار بيشتم و لا فيها رفس ..
لا تقوللى دا حمار و دا آدمى .. ماهو كله نفس الجنس (7(
بس اللى ييجى يكون فى مستواهم فى صبرهم و طيبة النفس ..
إيه رأيك يا صاحبى : دى الحياه فيها هنيّـة ..
حتقول أعيش وسطهم دايما و ما ارجعشى نهاقيا (8)
اللى يعوز ييجى .... يحجز فى حمار سبعة (9)
يوصل لنا فى تلات تيام أو تسعة (10)
حاستنظره فى الموقف الدولى أرحب بيه ..
و يلاقى كل الحمير تاخده بالحضن .... تقبـّـــل فيه .
----------------------------------
(1) ستان : تعنى بالأردية و الفارسية : بلاد أو أرض
(2) تقع فى الشمال الشرقى لجمهورية برسيملاند فى النصف الجنوبى لكرة القدم .
(3) موقف الحمير يعادل المطار الدولى أو موقف الأتوبيسات عند البنى آدمين .
(4) العليقة : طعام البهائم و يتكون من التبن و الكسب و الفول المجروش و يعادل الكشرى عند الإنسان ..
(5) مقياس قوة الصوت .
(6) علولة : يعنى على ودنه .
(7) يقول أرسطو إن (حيوان ) جنس ، أنواعه : إنسان ، أسد ، حمار ، ألخ
(8) نهاقيا = نهائيا و لكن بالفصحى !!
(9) يقوم من موقف القاهرة الدولى الساعة السابعة
(10) حسب سرعة حمار الساعة سبعة
No comments:
Post a Comment